إنّ ما حدث في الأيام الماضية غيّر حياة العمّال للأبد ، للمرة الأولى منذ بداية المشروع بدأ العمّال في المركز المالي ينظّمون إضرابات و يطالبون بحقوقهم ، أصبح للعامل صوت و رأي و مطالب و أصبح المالك و الإداري في المشروع يحسب للعامل ألف حساب ، و بدأ العامل يتوصّل لتلك الحقيقة: إنّ هؤلاء الأوغاد لن يعطوا العمّال حقوقهم ، لأن الحقوق لا تُعطى بالرضا ، بل تؤخذ عبر الاحتجاجات و الإضرابات العمالية ، أين هؤلاء الإداريين و الملاك من معانات العمّال خلال السنوات الماضية ..؟! كانوا مشغولين بجمع الثروات و الحصول على الامتيازات فيما كان العمّال يعيشون حالة غير صالحة للمعيشة في مساكن ليست مهيأة للسكن ، 8 أشخاص يُحشرون في غرف صغيرة جدا و لكل 10 أشخاص حمّام واحد ، هذا لا يحدث حتى في أكثر الدول تخلّفاً ، ماء الشرب في الموقع مليء بالجراثيم و الطحالب و غير صالح للشرب ، و بدلات العمال متأخرة مثل تذاكر السفر و غيرها من الأمور المذكورة في عقود العمّال ، و أيضا الرواتب و الأجور المتأخرة و الزهيدة حيث ارتفعت كل الأسعار و كل التكاليف منذ عشرات السنين و مع ذلك لم تتغيّر مرتبات العمّال ، لكن آن الأوان أن يتوقفوا عن استغلالنا و أن يعيدوا لنا اعتبارنا كطبقة عاملة موحدة لها مطالب و حقوق يجب أن تُلبّى فوراً. هناك عدة استنتاجات من أحداث الإضرابات العمالية في المركز المالي:
- لن يحصل العمّال على مطالبهم إلا عبر الإضرابات و الاحتجاجات ، هذا هو الحل الوحيد!
- انقلاب موازين القوى بين العمّال و الملّاك ، عندما توقفوا العمال عن العمل توقّف المشروع ، توقّفت الحياة ، توقّف كل شيء ، لان العمل هو مصدر الثروة ، و بدون عمل لا يوجد شيء ، لا يوجد مجتمع ، لا يوجد حديد ، لا يوجد بناء ، لذا فأن العمّال قادرون على إيقاف الرأسماليين و التغلّب عليهم ، لأنهم يمثلون القوى المنتجة في المجتمع!
- لا يكفي أن يطالب العامل برفع المرتب ، بل يجب عليه أن يطالب بالحقوق الاجتماعية و السياسية ، فالعامل كفرد له الحقّ في العدالة الاجتماعية ، لذا يجب عليه أن يطالب بالمساواة ، و يجب عليه أن يطالب مكتب العمل بوضع حدّ أدنى للرواتب ، حيث إن مرتبات بعض العمال تصل إلى 700 ريال و هذا أمر غير مقبول.
- أن ما حدث في الإضرابات يبرهن على إن يد واحدة لا تصفّق و أن التغيير هو شيء ممكن و لم يعد مستحيلا ، لانّ التغيير و الحصول على الحقوق هو نتيجة التحّرك بشكل جماعي في مواجهة المؤسسات الرأسمالية التي تضطهد العمال وتستغلهم عبر الروتين القمعي ، يجب على العمّال أن يوسّعوا الصراع للمطالبة بحق التعليم و حق العلاج و حق حرية التعبير و حق التنظيم عبر نقابات و حقّ المواطنة وإلغاء الكفيل ، الصراع لن ينتهي عند هذا الحد ويجب ان لا ينتهي في حدود هذا المجتمع ، بل يجب أن نغيّر المجتمع بالكامل!
أيها العمّال إن هذا المشروع هو بقيمة 100 مليار ريال فإن كل المزاعم بخصوص عدم وجود الأموال هي مزاعم باطلة ، ولن يحصل العمّال على حقوقهم إلا إذا اتحدوا في مواجهة الاستغلال و الثورة على الرأسمالية ، ويجب علينا أن نتذكّر بأن التنازلات هي السبيل لإجهاض الثورات و الاتحاد و المقاومة هو السبيل الوحيد للحصول على عالم أفضل. "يا عمّال العالم اتحدوا – فلا نملك شيء لنخسره سوى القيود!!!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق