الجمعة، 19 أغسطس 2011

تأملات في ثورة مصر



"Rulers who neither see, nor feel, nor know" – Shelly
"حكّام لا يبصرون ، لا يشعرون ، و لا يفهمون" – شيللي
الظروف الثوريّة:

عندما ندرس الثورة المصريّة و الثورات السابقة سنجد أن هناك ظروف ثورية تتكرر باستمرار، وهذا ما تحدث عنه لينين عندما قال:
·         أزمة قويّة تجتاح المجتمع ، وهذه الأزمة هي اجتماعية و سياسية و اقتصادية يتحمّل تكاليفها الطبقة الكادحة!
·         الشعب عموما والطبقة العاملة بالذات تبدي عدم الاستعداد في أنها تستمرّ على نفس الروتين القمعي القديم!
·         الطبقة الحاكمة تفقد الثقة في السيطرة على الأوضاع الراهنة ولا تستطيع أن تستمرّ بنفس الطريقة القديمة!
·         فقدان الثقة في السيطرة يتسبب في تمزّق وتفكك مؤسسات الطبقة الحاكمة من شرطة و جيش و مخابرات.
·         حزب ثوري يتحدى الدعاية الحكومية و يثير غضب الجماهير و يأججهم ضد الطبقة الحاكمة.

نظرية الثورة:
أن الثورة دائما ما تحدث كحدوث الشيء من العدم ، و يصفّق بعض المتعاطفين: "أخيرا تحرّك الشعب ، أخيرا ثاروا المصريين على الدكتاتور" ، بينما في الحقيقة إن الثورة ليست مجرّد نتيجة لحادثة واحدة كمقتل خالد سعيد أو ثورة تونس ، بل هي نتيجة تطوّرات و تغيّرات تحدث عبر فترة طويلة ، و لا احد يمكنه أن يتوقّع لحظة حدوث الثورة ، إلا أن لها أسباب اقتصاديّة و سياسية لا يمكن إن نتجاهلها. أن الأسباب التي أدت إلى حدوث ثورة مصر هو ما بين أحداث ثورة 77 إلى إضرابات المحلّة و كسر الحصار على رفح و مقتل خالد سعيد و ثورة تونس ، كل هذه التضحيات التي قامت بها الطبقة الكادحة لا يمكن أن نتجاهلها في هذا الزمن الثوري.
أن الثورة تحدث بعد تراكم الجرائم و الأزمات التي يتسبب فيها حفنة من رجال الأعمال و البيروقراطيين من الطبقة الحاكمة التي يرأسها الحاكم بنفسه ، فالنظام التراكمي لا يُحدث تغييراً فورياً ، فلم يثور الشعب المصري بعد تزوير الانتخابات المصريّة مباشرة ، بل ثار بعد تراكم عدة أحداث أخرى قبل و بعد حادثة التزوير ، فالتراكم في الكمّ يُحدث تغييراً في النوع ، و هذا شبيه بغليان الماء ، عندما تزداد حرارة الماء من نسبة 40 درجة إلى 60 درجة لا يتغيّر الماء كلياً ، بل يبدوا و كأنه لم يتغيّر إطلاقا ، و يستمرّ في التراكم بلا تغيير جذري في النوع بل مجرد تراكم في الكمّ ، لكن عندما يصل إلى 100 درجة فالتغيير الكمي حينها يُحدث تغييراً في النوع ، فيتغيّر الماء إلى غاز ، و هكذا يحدث بالضبط مع المجتمعات ، فهي تتغيّر نوعيا مع تراكم الأحداث و الاحتجاجات و حينها تفقد السيطرة الطبقة الحاكمة على الحكم ، و هنا يأتي دور الطبقة الكادحة في قيادة المجتمع و تغييره و نسف الطبقيّة و إنهاء الاستغلال و الظلم و الطغيان.
أن النخب لا تملك القدرة على إشعال الثورات ، بل ربما تستطيع أن تغيّر وجهتها أو تختطفها في مرحلة لاحقة ، لكن الثورات هي تمرّد الجماهير و ليس تمرّد النخب ، مع أن التنظيمات من نقابات و أحزاب ثوريّة تساعد على تنظيم و قيادة الثورة و توجيهها إذا كانت تملك منهجيّة و قيادة فاعلة. ومع ذلك، لا يمكن أن نحتكر الثورة في دين معيّن أو مذهب معيّن أو نخبة معيّنة، بل هي ثورة الفقراء و العمال و الطلاّب على الطغيان و الاستبداد. ويجب أن تحافظ على استقلاليتها من كلّ التيّارات الإصلاحية التي تتعارض مع أبجديات الثورة. إن الثورة لا تغيّر المجتمع المادي فقط، بل تغيّر الثوّار الذين غيّروا حياتهم و تغيرت أفكارهم و مفاهيمهم و طوّروا وعيهم السياسي و زادت ثقتهم في أنفسهم، أن الثورة تغيّر الثائرين من طلاب شباب و عمال و عاطلين.. هؤلاء يتطور تفكيرهم ، و أيضا الثورة لا تُسقط الأنظمة فحسب ، بل أيضا تُسقط الكثير من الأوهام التي اعتدنا على تصديقها ، فهي أيضا تُسقط أفكار الطبقة الحاكمة و مثقفيها.



تطوّرات الثورة المصريّة:

ومن المثير أن المجتمعات تبدوا و كأنها في حالة استقرار دائم ، لكن هذا لا يعني أن الناس يعيشون في حالة من السعادة الدائمة و المتعة الأزلية ، بل إن الحكّام يعيشون وهم السياسي المحبوب من قبل الشعب ، لأنهم يعيشون في حالة ثراء فاحش و امتيازات استثنائية تحجب رؤيتهم عن حقائق الاستعباد و الاستبداد ، فثروة حسني مبارك قد تصل إلى 70 مليار ، مما يجعله من أثرى الشخصيات العالمية ، وهناك 100 أسرة مصرية برجوازية تمتلك 90% من ثروات الشعب المصري عن طريق الاحتكار و الخصخصة و النهب المباشر للثروات و فائض القيمة وتحالف السلطة مع رؤوس الأموال ، فهؤلاء هم المسؤلين عن الفقر و البطالة التي أنهكت البلاد و العباد ، و ليس حسني مبارك هو السؤل الأوحد. في حين إن هناك نسبة كبيرة من الشعب المصري يعيش ما بين السطوح و المقابر، هل هذا شيء طبيعي؟؟ هل هذه حياة طبيعية؟! إذا كان الجوع و الفقر هو أمر طبيعي فلماذا لا يجتاح قصور الحكّام كما يجتاح مساكن الفقراء الذين أنهكهم الجوع و الفقر؟؟ وهل "المصاري قشطت لحاله" كما غنى زياد الرحباني في أغنية شو هالايام ؟! لا يكفي أن ينتقد الثوري التسلط و الاستبداد و الاستغلال ، بل يجب عليه أن يتوصّل إلى حقيقة العلاقة الغير عادلة بين الحاكم و المحكوم ، بين العامل و ربّ العمل ، بين الشعب و الحكومة – ويجب أن ننتقد هذه العلاقة الظالمة و الثورة ضدها و استبدالها بأنظمة عادلة ، فكما ورد في أغنية الانترناشونال: "لا واجبات من دون حقوق ، و لا حقوق من دون واجبات" ، الذين يعملون يحتاجون حقوقهم الكاملة من العمل الآن ، والذين ينهبون حقّ الجميع لا يستحقون إلا واجبات من الأعمال الشاقّة !!

أما من حيث الثقافة ، فأن الطبقة الحاكمة تختار مجموعة من الاستشاريين المثقفين الذين لا يخبرونهم إلا بما يلاطف و يجذب أذانهم ، لأن النخب المثقفة التي تختارها السلطات ليست مشغولة في البحث و التنظير بخصوص تغيير المجتمع للأفضل ، بل إن أولوية مثقف السلطة هي المحافظة على النظام القائم – الذي يعتبر في نظرهم: نظام مبني على الاستقرار و الازدهار الاقتصادي. أما عن وعي الطبقة الحاكمة فلا يمكن أن يعبّر عنه احد مثل تعبير الشاعر شيللي في نقده ضد الملك جورج: "هرم ، مجنون ، اعمي ، و حقير .. ملك يوشك على الموت" إلى أن قال: "حكّام لا يبصرون، لا يشعرون، ولا يفهمون! " ، وهذا يجسّد الطابع القيادي في هذه المجتمعات – مجموعة من المجرمين الجهلة و المجانين تثقل كاهلهم الشيخوخة و مع ذلك متمسّكين بكراسي الحكم كـ اله متمسّك بملكوت السموات و الأرض مع وجود أزمات طبيعية في كلّ مكان * ، فلن يتعلّم الحكّام العرب من التجربة التونسية و التجربة المصرية ، بل على العكس ، ستحاول النخب المثقّفة في إقناع الشعوب و الساسة بأن كل مجتمع له خصوصيته ، فلا يمكن مقارنة الخليج مع ما يحدث في شمال إفريقيا على سبيل المثال ، و بعدها سيتم الحديث عن آخر الإحصائيات بخصوص دعم التعليم و قطاع الصحّة في البلاد ، في حين أن 70% من سكّان الخليج لا يملك منزل ، و المدارس آيلة للسقوط ، و القطاع الصحي يتسكّع فيه المرضى في اسياب المستشفيات و قائمة انتظار تُنْهك المرضى حتى الموت. فهذا هو ما نحتاجه في المرحلة الحاليّة ، التصدّي لدعاية السلطة و مثقفيها ، و تأجيج غضب الشعوب ضد الاستغلال و التسلّط الموجود في المنطقة ، والاستفادة من التجارب الثورية في تونس و مصر.


تاريخ الثورات:

أن  التجربة التاريخية التي خاضتها الشعوب تشير بأن الثورة تبدأ كنصف ثورة ، يتناقض فيها الجديد مع القديم ، و هذا بالضبط ما حدث في روسيا عام 1917 و ما يحدث الآن في مصر ، فعندما رجع لينن من سويسرا قام احد المناشفة اليمينيين وأعطى لينن باقة من الورد و قال له: "باسم الثورة الروسية المنتصرة أرحب فيك يا لينن" ، رمى لينن الورد و صرخ أمام حشد من الناس: "أي انتصار تتحدثون عنه؟! صحيح إننا أسقطنا القيصر ، كما اسقطوا الفرنسيين الملك عام 1792 ، لكن الرأسماليين مازالوا يملكون المصانع ، و اللوردات مازالوا يملكون الأراضي ، والحرب الامبرياليّة مازالت قائمة ،
فلتسقط الحكومة المؤقتة!!!
فلتسقط الحرب الامبريالية !!
نريد الأرض والخبز و السلام!!"
كان يعلم لينن بأن الحكومة المؤقتة اليمينية تحاول أن تحقق مكاسب سياسية على حساب الشعب و تحاول أن تحافظ على نفوذ بعض من بقايا النظام القديم من تجّار و مسؤلين كبار لهم نفوذ في بيروقراطية القياصرة ، لذا انتقد نصف الثورة و أكد لينن بأنها ليست كافية ، ونجح في هذا الطرح بعد عدة اشهر من الاحتجاجات و الإضرابات و تحوّلت الثورة الروسية من نصف ثورة إلى ثورة كاملة ، و كان لينن دائما ما يستشهد بأحد الثوّار الفرنسيين عندما قال: "أن من يرضى بنصف الثورة كأنما يحفر قبره بيديه" ، وهو بالفعل ، هناك خطورة كبيرة من بقاء بعض الأمراء و التجّار الروس و سيطرتهم على الشعب الثائر و إجهاض كل معالم الثورة و مبادئها و مطالبها. وهذا أيضا يحدث مع الثوّار المصريين و عمر سليمان الذي ينتمي إلى بيروقراطية النظام القديم ، بل و الأسوأ من ذلك أن عمر سليمان هو مسؤل سابق في الاستخبارات المصرية المسؤلة عن الاعتقالات المنظمة و السجون السياسية و التعذيب و المحاكمات العسكرية ، هو نفسه عمر سليمان الشخص الذي فاوض الإسرائيليين  ، فمالذي ننتظر من هذه الحكومة المؤقتة التي لا تخدم إلا مصالح أمريكا و إسرائيل في المنطقة؟! – وكان وعي الثوّار المصريين متقدما أكثر مما توقعت ، في حين أن لينن قضى عدة اشهر يقنع الحزب البلشفي الثوري أن يرفض مشروع الدولة المؤقتة ، بينما المصريين انتقدوا الحكومة المؤقتة بشكل مباشر ، مع أن لا احد ينكر بأن خطاب الرئيس مبارك هو خطاب مدمّر من الناحية النفسية تم صياغته من قبل احد الخبراء النفسيين الذين يلجؤن لهذه التكتيكات لتخدير الشعوب و القضاء على ثورتها.

أن الثوّار المصريين يجب أن يتحدوا النظام الحالي ، و يجب أن يحافظوا على مطالبهم و أن لا يقدّموا تنازلات ، لان تاريخ الثورات حافل بالهزائم التي نتجت عن القبول بتنازلات ، وهذا بالضبط ما حدث في العراق في الخمسينات ، عندما قبل الشعب بحكومة بعثيّة بديلة عن الملكيّة بعد أن تنازل الحزب الشيوعي عن أفكاره الثورية كي ينخرط مع حزب البعث وفي السلطة ومن هناك يغيّر التشريعات و يدافع عن الطبقة الكادحة ، مع العلم بأن الحزب الشيوعي العراقي كان اكبر حزب شيوعي في المنطقة ، إلا أن هذه التنازلات أدت إلى اعتقالات و أنظمة قمعية صارمة و استغلال مخيف على يد صدام حسين و البرجوازية العراقية التي دافع عنها حزب البعث. و حدث ذلك في اندونيسيا عام 1949 عندما تحررت من الاستعمار الهولندي ، كان قائد الثورة الاندونيسية حينها هو احمد سكارنو الذي يعتبر برجوازي قومي ، و طرح طرحا مغايرا لصدام حسين ، حيث طالب بالوحدة الوطنيّة و اندمج الثوّار تحت هذا المسمّى و قدموا تنازلات و قبلوا بهذا النظام الجديد ، وبعدها اكرر هذه العبرة الثوريّة: "أن من يرضى بنصف الثورة كأنما يحفر قبره بيديه" ، تم قتل مليون شخص من قبل الحاكم (1950 – 1965)  ، و نفس هذه التنازلات تتكرر في تاريخ أنصاف الثورات في ثورة إيران على سبيل المثال عندما تنازل الثوار عن مطالبهم كي يندمجوا مع حكومة الخميني التي أعطتهم وعودا بالديمقراطية ، بينما فالحقيقة هي ليست ديمقراطية عمالية بل شبه ديمقراطية برجوازية بدائية!! – حينها تمّ تصفية الكثير من القياديين الثوريين على يد الخميني. وأيضا ما حدث في مصر عام 1919 عندما دعم حزب الوفد الذي يمثّل الإقطاعيين الساخطين على الاستعمار الانتفاضة ضد الاستعمار البريطاني ، حينها انتشرت المظاهرات و الإضرابات و بدءا الثوّار يطالبون بإصلاحات سياسية حقيقة ، حينها شعر حزب الوفد بأن هذه الثورة ليست مجرد ثورة ضد الاستعمار بل هي أيضا ثورة ضد مصالح الطبقة الإقطاعية ، فلوّح حزب الوفد بشعار التفاوض و تم تأجيل مسالة التحرر من الانجليز إلى ثلاثين سنة قادمة من الاستغلال و التسلط و الاستعمار ، مع العلم بأن الثورة المصرية حققت أكثر الدساتير تقدما في تاريخ مصر إلا إنها لم تحقق أهدافها: إنهاء الفقر و إنهاء الاستعمار و الحصول على ملكيّة الأرض التي يتم احتكارها على يد أقلية تستعبد الأغلبية. 


مالعمل؟!

هناك عدة محاور طرحها حسن خليل، هذه المحاور ضروريّة جدا لإنقاذ الثورة:

1 – دعوة العمال و الموظفين خصوصا في القطاعات الأكثر تأثيرا إلي الانضمام للثورة. مثلا عمال البترول و قناة السويس و المراقبين الجويين و الموظفين الدبلوماسيين الخ. يجب أن يتوجه الثوار إلي هذه القطاعات كي تنحاز للثورة. فعلي الثوار مخاطبة هذه القوي مباشرة.
2 – استثمار التضامن العالمي الواسع مع الثورة في الدول العربية و أوروبا و خاصة فرنسا و أمريكا. و استثمار الجاليات المصرية الضخمة في تلك الدول المؤيدة للثورة بدعوتها إلي الضغط علي حكوماتها و رفع الشرعية الدولية عن نظام مبارك و سفارته و بعثاته الدبلوماسية الخ. و كذلك الحركة النقابية العالمية مطالبتها بالمشاركة في رفع الشرعية عن نظام مبارك. و هذا من خلال مخاطبة هذه الجهات مباشرة و بوضوح
3 – شن حملة إعلامية واسعة هدفها توضيح مكتسبات الثورة حني الآن – انتهاء التوريث و التمديد بدء محاكمة الوزراء الخ- و توضيح خطط النظام و خطط الثوار. و هذه الحملة الإعلامية يجب أن تدار بشكل واعي و تصل إلي كل بيت بما فيها أن يصدر الثوار بيانات كل ساعة عن تطور الثورة و يتحول ذراعهم الإعلامي – الذي يجب أن يكون له أسما ما – إلي لاعب أساسي في الأعلام عن الثورة.
4        خلق كيان سياسي جماهيري ضخم يضم كل القوى الفاعلة في الثورة و يضم الجماهير و يكون هذا الكيان هو المنوط به قيادة الثورة


الخلاصة:
لا تكفي المظاهرات و الاعتصام ، بل يجب أن تتوسّع الثورة إلى إضرابات تهزّ كيان الدولة و كيان الطبقة البرجوازية الشريكة في جرائم السلطة ، يجب أن تتوسّع دائرة الصراع إلى إضرابات في السويس و المحلّة و حلوان و السكك الحديدية و القطاع الجوي وقطاع البترول، بل ربما في هذا الزمن الثوري يجب أن نفكّر جديا في احتلال المصانع و المؤسسات التجارية و الحكومية على يد الطبقة العاملة. نحن الآن في بداية الطريق ، و يجب أن نحذر من الجيش ، لان هناك فارق بين الجنود الفقراء و بين المسؤلين العسكريين حلفاء مبارك و عمر سليمان ، و لا ننسى بأن الجيش موجود للدفاع عن السلطة لا عن الشعب ، و كذلك الشرطة و المخابرات ، فكيف تم قتل خالد سعيد؟؟ على أيدي رجال الأمن الذين وعدونا بالأمن و الأمان و هاهم الآن يصفوننا بالفوضى، وهل هناك فوضى اكبر من المعتقلات السياسية و التعذيب و المحاكمات العسكرية و دهس المتظاهرين بالسيارات و رميهم بالرصاص؟! ومع كل ذلك ، أن ما جرى في مصر لهو انجاز نادر ، فالشعب المصري الأعزل خاض مواجهة دامية مع رجال الشرطة ، ضحى بكل شجاعة ، فنحن اليوم لا نملك إلا القيود يا مبارك ، و لن يثني عزم الشعب المصري هذه المفاوضات ، بل "لا للمفاوضات مع السلطة ، نعم للرحيل!!!" ، وشاهدنا الهتافات في المظاهرات: "يسقط مبارك وسليمان .. يسقط يسقط الطغيان!!" ، و هذه العفوية في الاحتجاج هي من أجمل المشاهد النضالية و أنقاها ، إلا أن يجب علينا أن نوسّع دائرة الصراع و يجب أن تتدخّل النقابات بصورة اقوي و أن تتدخل الأحزاب الثوريّة بشكل فوري ، و أيضا يجب أن نطالب بإنشاء مجالس و لجان شعبيّة تنظّم الشعب و هنا تدعوا الغير مشتغل فالسياسة قبل المشتغل فيها و تكون هذه الكيانات تمثّل الشعب و تحمي الثورة ، كما يحدث في اللجان الشعبية التي تحمي الإحياء السكنيّة من بلطجيّة النظام.

 07\02\2011




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق